style="font-size: large;">هل يجوز الحلف بالنبي ﷺ؟
والجواب: أن هذه رواية شاذة مخالفة للأحاديث الصحيحة، لا يجوز أن يتعلق بها، وهذا حكم الشاذ عند أهل العلم، وهو ما خالف فيه الفرد جماعة الثقات، ويحتمل أن هذا اللفظ تصحيف كما قال ابن عبدالبر رحمه الله وأن الأصل أفلح والله فصحفه بعض الكتاب أو الرواة، ويحتمل أن يكون النبي ﷺ قال ذلك قبل النهي عن الحلف بغير الله، وبكل حال فهي رواية فردة شاذة لا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتشبث بها ويخالف الأحاديث الصحيحة الصريحة الدالة على تحريم الحلف بغير الله وأنه من المحرمات الشركية.
وقد خرج النسائي بإسناد صحيح عن سعد بن أبي وقاص أنه حلف باللات والعزى، فسأل النبي ﷺ عن ذلك فقال: قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وانفث عن يسارك ثلاثًا، وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولا تعد وهذا اللفظ يؤكد شدة تحريم الحلف بغير الله وأنه من الشرك ومن همزات الشيطان، وفيه التصريح بالنهي عن العود إلى ذلك.
وأسأل الله أن يمنحنا وإياكم الفقه في دينه، وصلاح القصد والعمل، وأن يعيذنا والمسلمين من اتباع الهوى ونزغات الشيطان، إنه سميع قريب. والله يتولانا وإياكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[3].
وهو الإمام أبو عمر بن عبدالبر-رحمه الله. المؤلف
وأخرج الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال من حلف بشيء دون الله فقد أشرك المؤلف.
(مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 3/142)