- عن حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ النَّبيّ ﷺ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ وَضَعَ يَدهُ تَحْتَ خَدِّهِ، ثمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أمُوتُ وَأَحْيَا وَإِذَا اسْتيْقَظَ قَالَ: الحَمْدُ للَّهِ اَلَّذي أَحْيَانَا بعْدَ مَا أَمَاتَنَا وإِلَيْهِ النُّشُورُ. رواه البخاري.
- 5/818- وعن يعِيشَ بنِ طخْفَةَ الغِفَارِيَّ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ أَبي: بينما أنَا مضُطَجِعٌ في الْمسَجِدِ عَلَى بَطْنِي إذَا رَجُلٌ يُحَرِّكُنِي بِرِجْلهِ فَقَالَ: إنَّ هذِهِ ضَجْعَةٌ يُبْغِضُهَا اللهُ قَالَ: فَنَظرْتُ، فإذَا رسولُ الله ﷺ رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيح.
- 6/819- وعن أَبي هريرة عن رَسُول الله ﷺ قَالَ: مَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرِ الله تَعَالَى فِيهِ كَانَتْ عَلَيِهِ مِنَ اللهِ تَعَالَى تِرةٌ، وَمَنِ اضْطَجَعَ مُضْطَجَعًا لاَيَذْكُرُ الله تَعَالَى فِيهِ كَانَتْ عَلْيِه مِن اللهِ تِرةٌ رواه أَبُو داود بإسنادِ حسن.
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
- أما بعد: فهذه الأحاديث فيها بيان سيرته عليه الصلاة والسلام في نومه ويقظته وحث الأمة على الإكثار من ذكر الله في القعود وفي اليقظة وعند النوم، المؤمن ينبغي له أن يكون كثير الذكر لله، قالت عائشة رضي الله عنها كما تقدم «كان الرسول ﷺ يذكر الله على كل أحيانه» وفي هذه الأحاديث دلالة على أنه ﷺ إذا اضطجع لنومه وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن وقال: باسمك ربي أحيا وأموت اللهم باسمك أحيا وأموت، وفي اللفظ الآخر: اللهم باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إذا أمسكت نفسي فارحمهما، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور، ويستحب للمؤمن أن يفعل كما فعله النبي ﷺ.
- وفي الحديث الثاني: دلالة على كراهة الضجعة على البطن، وأن هذه الضجعة يبغضها الله عز وجل، فأقل الأحوال كراهتها، فينبغي للمؤمن ألا ينام على بطنه، إذا كان أحب النوم ينام على ظهره أو على جنبه على أحد جنبيه، يترك النوم على البطن، كذلك الحث على ذكر الله وكلما قعد مقعدًا أو اضطجع مضطجعًا ولم يذكر الله كان عليه ترة، يعني حسرة يتندم يحب أنه ذكر الله فيه، يعني يندم على مجالسه واضطجعاته التي غفل فيها عن ذكر الله، وفي الحديث الآخر: ما قعد قوم مقعدًا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة كل واحد يتمنى أنه شغل هذا المقعد أو هذا المضطجع بشيء من ذكر الله جل وعلا، فينبغي للمؤمن أن يكون لسانه رطبًا بذكر الله كما قالت عائشة «كان النبي يذكر الله على كل أحيانه» يعني قائمًا وقاعدًا، قال الله جل وعلا: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
- وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ [آل عمران:190-191] هكذا هي صفة أولي الألباب، أولوا العقول السليمة يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم، والأمر ميسر بحمد الله؛ سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، وما أشبه ذلك مما هو ذكر أو دعاء. وفق الله الجميع.
حديث: (أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده
By -
فبراير 12, 2023
0