أغلقت الخط، وقمت صلّيت ركعتين، في حياتي كلها ما صليت مثلها، ركعتين جلست أصليهم في نصف ساعة، ركعتين صليتها من قلب صادق، وبكيت فيهما كثيراً، إلى أن اختفى صوتي من النحيب
لبكاء .
وأول مارجعت البيت كان والدي ينتظرني، أول ما فتحت الباب رأيته في وجهي، يقول لي : تعال أريدك !
جلست بجانبه، فقال لي : أمّنتك وسألتك بالله، ماذا حصل معك اليوم العصر ؟
تفاجأت واندهشت وارتبكت ولم أستطع أن أتكلم !!شعرت كأن عنده خبر بما جرى
كرر السؤال مرتين ؟؟فحكيت له ما حدث بالتفصيل قال لي : والله يا ولدي، إني سامعك تناديني وأنا ساجد السجود الثاني في آخر ركعة، وكأنك في مصيبةٍ مابعدها مصيبة، تناديني بصياح، وشعرت بأن قلبي يتقطع وأنا أسمع صوتك، وسجدت لله وشعرت بغصّة ..
فدعيت لك كعادتي، ولكن هذه المرة قلت :
((ربّي، أستودعك ولدي، جسده، وقلبه، وإيمانه، فاحفظه من مكروهاً يبكيني )) فاختنقت وقتها وحضنته وأجهشت بالبكاء وقبلت رأسه ويديه، وعاهدته وعاهدت
نفسي وعاهدت الله على الصلاة والاستقامة التامة .
هذه قصتي
هل يتّعظ الغافلون مثلي ؟!
العبرة :
قال تعالى :
﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾
إمّا أن تأتيه طائعاً، أو أن يسوقك إليه بسلاسل المصائب .
إمّا أن تأتيه طوعاً، مُبادرةً، رغبةً، طمعاً، شوقاً، محبةً
وإمّا أن يُؤتى بك إليه على أثر مُشكلة
أو على أثر مرض
أو على أثر ضائقة
أو على أثر ضغط
أو على أثر مصيب
فنصيحتي لكم :
أقبل على الله بإرادتك
طائعاً، منيباً، تائباً، نادماً، بمبادرةٍ منك، فهو الأجدى والأسلم لك .
البطل : من اصطلح مع الله في وقتٍ مبك.
