باب الرؤيا وَمَا يتعلق بها
قَالَ الله تَعَالَى: وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ [الروم:23].
1/838- وعن أبي هريرةَ قَالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يقول: لَمْ يَبْقَ مِنَ النُبُوَّة إِلاَّ المبُشِّراتُ. قالوا: وَمَا المُبشِّراتُ؟ قَالَ: الُّرؤْيَا الصَّالِحةُ. رواه البخاري.
2/839- وعنه أنَّ النبيَّ ﷺ قَالَ: إذَا اقتَربَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الُمؤْمن تَكذبُ، وَرُؤْيَا المُؤْمِنِ جُزْءٌ منْ ستَّةٍ وَأرْبَعيَنَ جُزْءًا مِنَ النُبُوةِ متفقٌ عَلَيْهِ. وفي رواية: أصْدَقُكُم رُؤْيَا: أصْدُقكُم حَديثًا.
3/840- وعنه قَالَ: قالَ رسول الله ﷺ: مَنْ رَآنِي في المنَامِ فَسَيَرَانيِ في الَيَقَظَةِ أوْ كأنَّمَا رآني في اليَقَظَةِ لايَتَمثَّلُ الشَّيْطانُ بي. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ
بسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه.
أما بعد: فهذه الأحاديث تتعلق بالرؤيا، يقول ﷺ: ذهبت النبوة وبقيت المبشرات سئل عن المبشرات؟ قال: هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له فهي مبشرة بالخير، لكن لا ينبغي للإنسان أن يعتمد عليها بل يجتهد في العمل الصالح والاستقامة، وتسره الرؤيا الصالحة ولكن لا تضعفه عن عمل ولا توكله عن العمل، بل لا يزال مجدًا في العمل الصالح، ويقول ﷺ: إذا اقترب الزمان يعني إذا قرب أمر الآخرة أمر الساعة لم تكد رؤيا المؤمن تكذب،
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
وأصدق الناس حديثًا أصدقهم رؤيا، والرؤيا جزء من ست وأربعين جزءًا من النبوة فهذا يدل على أن الرؤيا الصالحة لها شأن عظيم وأنها جزء من ست وأربعين جزءًا من النبوة، وأنها لا تكاد تكذب في آخر الزمان إذا رآها المؤمن الصدوق، فينبغي للمؤمن أن يتحرى الصدق في كل شيء، وأن يتحرى الاستقامة في أعماله كلها لأنه كلما استقام في دينه كانت الرؤيا أقرب إلى الصدق، فعلى حسب صدقه في يقظته واستقامته في يقظته وصلاحه تكون رؤياه، ويقول ﷺ: من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي الشيطان لا يتمثل في صورته عليه الصلاة والسلام، لا قد يدعي أنه رآه وهو ما رأى صورته ولا رآه في صورته فيكون هذا من تسويل الشيطان ومن ألاعيب الشيطان، قد يراه في صورة شيخ كبير هرم، قد يراه في صورة شباب، ما هو بالنبي عليه الصلاة والسلام، إنما يراه في صورة مربوع القامة أجمل الناس ليس في لحيته إلا شعيرات قليلة
من الشيب، أما إذا رآه هرمًا شيخًا كبيرًا أو شابًا أو ما أشبه ذلك مما يخالف صورته فلم يره، وإنما يكون قد رآه إذا رآه في صورته، وفق الله الجميع.
ثم أيضًا لو قدر أنه رآه ما يكون سعيدًا برؤيته إلا إذا عمل بطاعته، فقد رآه جم غفير من الناس وهو حي عليه الصلاة والسلام وماتوا على الكفر والضلال كالذين قاتلهم الصديق وغيرهم، فالرؤيا التي ليس معها عمل ما تنفع حتى في اليقظة، حتى في حياته ﷺ رآه جم غفير من الكفرة ومن المنافقين ومن أصحاب مسيلمة الكذاب ومن أصحاب الأسود العنسي ولم ينتفعوا بالرؤيا لعدم إيمانهم، فالرؤيا إنما تنفع المؤمن الصادق المستقيم، نسأل الله السلامة.